إستراتيجيات التأقلم

“استراتيجيات التأقلم المستخدمة من قبل الممرضين تحت الضغوط في مكان العمل:

دراسة مقارنة”

أ.باسل مهدي الخضري

ماجستير الصحة النفسية المجتمعية

ملخص:

هدفت الدراسة إلى التعرف إلى مستوى الفروق في استخدام استراتيجيات التأقلم من قبل الممرضين العاملين تحت الضغوط في مكان العمل ( والضغوط تعني هنا الإجتياحات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة ) وقد تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي إضافة إلى استخدام الطريقة المقارنة في نتائج العينات. قام الباحث باستخدام مقياس التأقلم للبالغين الذي طبق على عينة الدراسة والتي شملت جميع الممرضين العاملين في كل من مستشفى كمال عدوان ومستشفى شهداء الأقصى والبالغ عددهم ( 104 )، منهم (74) ممرضا، و(30  ) ممرضة. وقد دلت نتائج الدراسة على أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الذكور والإناث في أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم تعزي للجنس، كما انه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الذكور والإناث في أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم تعزى لمكان العمل، بينما يوجد تأثير للتفاعل الثنائي بين نوع الجنس ومكان العمل على إستراتيجية التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية.

مقدمة:

إن البيئة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني مليئة بالأحداث والخبرات و المواقف الصادمة المستمرة، التي تتمثل في إطلاق الرصاص والقذائف، على تجمعات الشعب الفلسطيني دون تمييز، والأعداد الكبيرة من الإصابات والاعتقالات، وحالات الإعاقة والاستشهاد، ورؤية المشاهد المخيفة، وقصف البيوت بالدبابات والسفن الحربية والطائرات.

ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000م استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية في استخدام سياستها العدوانية والغير أخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، وواصلت انتهاكها للقوانين الدولية والإنسانية؛ وذلك بالاستخدام المستمر والمفرط للقوة تجاه الفلسطينيين مثل الأسلحة الثقيلة، ومقاتلات أل (  F16)، والدبابات، والصواريخ التي خلفت آلاف من الشهداء وآلاف من الجرحى.

وقد أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة خلال شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2006 على ما يلي:

– وصل إلى مستشفيات قطاع غزة ( 105 ) شهداء، كما سقط في قطاع غزة ( 399 ) جريحا، كما سقط ( 31 ) شهيدا من الأطفال كما سقط 129 جريحا من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم  (18) عاما فأقل. كما وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة ( 18 ) شهيدة كما سقطت (92) جريحة.كما وصل إلى المستشفيات (24) شهيدا كانت جثثهم عبارة عن أشلاء ممزقة ومتفحمة. (مركز المعلومات الصحية الفلسطيني، وزارة الصحة).

هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، تجعل الممرضين يعملون تحت ضغوط شديدة لاسيما أن هؤلاء الشهداء والجرحى هم أهلهم وبني جلدتهم مما يزيد من تأثير الضغوط عليهم.

تعريف الضغوط:

تعرف الضغوط على أنها ” خبرة عاطفية سلبية تصاحبها تغيرات سلوكية، ومعرفية، وفسيولوجية الهدف منها تغيير الحدث الضاغط أو التأقلم مع تأثيره “.( Baum, A.1990

كما أنها يتم معاينتها بالموارد الشخصية للفرد من حيث كفايتها لاحتياجات البيئة، لذلك فهي تحدد بمدى التناسب بين الفرد والبيئة.(Lazarus R.S. & Folkman,1984)

عندما تكون موارد الفرد كافية للتعامل مع الحالات الصعبة فانه يشعر بقدر قليل من الضغوط، بينما عندما يشعر الفرد بان موارده أقل كفاية للتعامل مع ضغوط البيئة فسوف يشعر بدرجة عالية من الضغوط. (Taylor, 1999).

الضغوط في مكان العمل:

تكتسب الدراسات التي تجري على الضغوط المهنية درجة عالية من الأهمية تتمثل في النقاط التالية:

أولا: تساعدنا في التعرف على أكثر الضغوط انتشارا في الحياة اليومية.

ثانيا: تزودنا بدلائل وبراهين إضافية توضح مدى العلاقة الموجودة بين الضغوط والمرض.

ثالثا: لا يمثل ضغط العمل الصورة السلبية دائما، فقد يكون واحدا من الضغوطات الوقائية التي تزودنا وتجعلنا قادرين على التدخل في الأمور الهامة.

(Sauter, Murphy, and Hurrell, 1990 )

– يعتبر العمل الزائد عن الحد عاملا يولد مستويات عالية من الضغط المهني، فالعمال الذين يقضون فترات طويلة في أماكن عملهم ويكلفون بأداء وظائف ومهام مختلفة، أكثر شعورا بالضغوط من الذين يقومون بفترة عمل واحدة ويقومون بوظيفة واحدة.                          ( Caplan and Jones, 1975 ). وتفضي بالعاملين إلى مخاطر صحية أكثر من الذين لا يعانون من العمل الزائد (Repetti, 1993 ).

– عندما يكون العمل الزائد والأحداث الضاغطة متعلقة بالأفراد تكون أشد تأثيرا على العاملين من الضغوطات التي تتعلق بالمنتجات والمواد. ( Cobb,1976 )

– لذلك فان الممرضين بحسب طبيعة عملهم التي تكون باحتكاك مباشر مع المرضى والمصابين يشعرون بضغوط لأشد من الضغوط التي يشعر بها العاملون في المهن الأخرى.

إن مفاهيم العمل بالنسبة للممرضين التي تتعلق بالصحة والمرض تتأثر بعدد من العوامل منها العمل الزائد، ضغوطات العمل وتأثيرها على حياة الأفراد، والنقص الحاد في أعداد الممرضين وقلة الوقت لتزويد المرضى بالدعم العاطفي. ( Firth & Britton. 1989 )

صفات الشخصية:

حسب (  Collins, 1996) فان الممرضون الذين يمتلكون مستوى عال من صفات الشخصية القوية غالبا يملكون نسبة قليلة من ضغط العمل والاحتراق الوظيفي، ويوافقه الرأي

( McCraine et al, 1987 ) عندما أشار إلى أن الممرض الذي يظهر أقل قوة وصلابة في الشخصية يكون أقل تعرضا الاحتراق الوظيفي، كما أضاف أن الصلابة تظهر تأثيرات ايجابية في الخفض من الاحتراق الوظيفي ولكن يبدو أنها لا تمنع المستويات العالية من ضغط العمل بحيث تؤدي إلى مستويات مرتفعة من الاحتراق الوظيفي.

(  Rodney, 2000) وجد أن الصلابة النفسية ليست ناتجة عن الضغوط التي يتعرض لها الممرضون ولكن الغضب والعدوان هو الناتج عن زيادة الضغوط على الممرضين.

(  Healy & McKay, 2000) وجد أن هناك علاقة بين تأثير التأقلم والإدراك لدي الممضين تجاه الضغوط كما أضاف أن هناك علاقة موجبة بين ضغط الممرضين واضطراب المزاج وعلاقة سلبية بين ضغط الممرضين والرضا الوظيفي.

مصدر الضغوط لدى الممرضين:

 ( Taylor et al, 1999 ) ذكروا أن أكثر أربعة عوامل لها علاقة مباشرة بالضغوط كانت قلة الدعم الذي يقدم للممرضين، وكثرة المهام التي يقومون بها ، ومعاناة المرضى التي تنعكس علي أدائهم، مستويات العمل.

(  Triolo, 1989) ذكرت أن الضغوطات المهنية في بيئة تقديم العناية الصحية قد تكون جسدية، كيميائية، أو نفسية. حيث أن الضغوط الجسدية على الممرضين تضمن المخاطر البيئية مثل التهوية السيئة، الحرارة المرتفعة، الإضاءة السيئة، العناية المباشرة مثل العمل بنظام الفترات، الإصابات العضلية والهيكلية الناتجة عن الحمل أو الإجهاد أو العمل الزائد.

أما الضغوط الكيميائية فتتمثل في الأمراض المعدية لان الممرضون يكونون على اتصال بالمرضى وإفرازاتهم مما قد يعرضهم للإصابة بالأمراض.

الضغوط النفسية تتضمن الضغط الزائد سواء كان جسديا أو نفسيا، عدم وجود أمان وظيفي، غموض الأدوار، مجتمع المريض المصحوب بالقلق أو الخوف.

(  O’ Donnell, 1996) خلصت إلى أن ضعف العلاقات والتواصل على جميع المستويات يزيد من مستوى الضغوط من خلال الأحداث والمواقف التي تقلل من قدرة الفرد.

(McGowan, 2001 ) خلص إلى أن المصدر الأساسي للضغوط كان متغيرات العمل، مثل نقص الموارد، عدم وجود الوقت الكافي لانجاز المهام، التعامل مع أفراد عدوانيين، عدم المشاركة في صنع القرار.

 التأقلم مع العمل:

– يستجيب الأفراد بدرجات مختلفة للضغوط، حيث أن الانطباع الأول لأي حدث ضاغط  يتأثر بكيفية تقييم الفرد لهذا الحدث الضاغط. فحسب تصور لازاروس للأحداث الضاغطة فان أي حدث جديد أو تغير في البيئة المحيطة بالفرد يدفعه لإجراء تقييمات أولية تتعلق بأهمية الحدث. من حيث كونه ايجابي، أم متعادل لا يشكل خطورة على الفرد ويمكن التعامل معه، أم سلبي يؤدي إلى تبعات سيئة للفرد. وفي نفس الوقت يقوم الفرد بعمل تقييمات ثانوية الهدف منها معرفة مدى قدرته وإمكاناته التي تساعده على التأقلم مع الحدث الضاغط المحتمل. فالتقييم الثانوي هو تقييم للموارد والخيارات والإمكانات الموجودة لدى الفرد لتحديد ما إذا كانت هذه الموارد كافية للتغلب على التهديدات والأضرار المتعلقة بالحدث الضاغط أم لا.

(Lazarus R.S. & Folkman,1984)

– يعرف التأقلم على أنه ” مجهودات معرفية وسلوكية يقوم بها الفرد للتعامل مع المتطلبات الداخلية أو الخارجية التي تقيم على أنها مهددة وضاغطة للفرد “.

(Lazarus R.S. & Folkman,1984)

– يتضح من هذا التعريف مبدآن هامان:

 أولهما أن العلاقة بين التأقلم والحدث الضاغط هي علاقة تفاعلية متواصلة فالتأقلم هو مجموعة من الإجراءات تقوم بين موارد وقيم والتزامات وبيئة الفرد وبين متطلباته ومقيداته.

(Launier,1978  Lazarus R.S. &)

لذلك فان التأقلم ليس مجرد عملية عابرة تؤدى لمرة واحدة فقط بل انه مجموعة من الاستجابات تحدث على مدار الوقت من خلالها يؤثر كل من الفرد والبيئة على بعضهما البعض.

– أما المبدأ الثاني فيتعلق بشمولية مفهوم التأقلم حيث انه يشمل عدة أفعال وردود أفعال للأحداث الضاغطة وبذلك فان ردود الأفعال العاطفية المتضمنة للغضب أو الاكتئاب يمكن أن تكون جزءا من عملية التأقلم مثلها مثل الأعمال التي تؤدى بشكل إرادي لمواجهة الحدث. لذلك فان المجهودات التي يقوم بها الفرد تتحدد بمدى وجود الموارد الفعالة التي يمتلكها لمواجهة الأحداث الضاغطة. ( Launier,1978  Lazarus R.S. & )

 أنماط التأقلم:

– نمط التأقلم هو عبارة عن اختلافات خاصة بين الأفراد في كيفية استجابتهم للأحداث الضاغطة. لذا فهو ميل أو نزعة عامة للتعامل مع الأحداث الضاغطة بطريقة ما. وهو يشبه سمات الشخصية من حيث انه يصف طريقة الفرد في تصرفاته وسلوكياته بشكل عام أو طريقة ما، لكنه أكثر خصوصية من سمات الشخصية كونه يتطلب وجود أفكار تلعب دورا أساسيا خصوصا عندما تصبح الأحداث ضاغطة وتشكل خطرا على الفرد سواء خطرا جسديا أو نفسيا أو اجتماعيا ….الخ. ومن هذه الأنماط:

نمط التجنب مقابل المواجهة:

– بعض الأفراد يستخدمون نمط التجنب للتأقلم مع الحدث الضاغط وذلك بتجنب التفكير الواقعي في الحدث الضاغط أو اتخاذهم أنشطة بديلة ومحاولة الاندماج فيها.

                                                           (Holahan and Moos,1987)

– لا يوجد نمطا مميزا يعتبر أكثر فعالية في معالجة الضغوط من الأنماط الأخرى فكل واحد منها له مميزاته واستخداماته اعتمادا على الحالة التي يستخدم فيها.

– إستراتيجية المواجهة قد تكون أكثر نجاحا للتأقلم مع الأحداث الضاغطة من إستراتيجية التجنب إذا كان باستطاعة الفرد التركيز على المعلومات الموجودة لديه أكثر من اعتماده على مشاعره وعواطفه.

(Suls and Fletcher, 1985)

لذلك فإن التركيز على المشاعر السلبية التي يخبرها الفرد في استجابته للأحداث الضاغطة قد يجعل الحدث الضاغط يؤدي إلى نتائج أكثر سلبية.

إن نجاح الاستراتيجيات سواء الاجتناب أو المواجهة يعتمد أيضا على المدة الزمنية لاستمرار الحدث الضاغط. فالأفراد الذين يستخدمون إستراتيجية التجنب للأحداث الضاغطة يتأقلمون بفاعلية مع المهددات التي تستمر لفترات قصيرة من الوقت.

                                                     (Wong and Kaloupek, 1986)

أما إذا استمر الحدث الضاغط لفترة طويلة من الوقت فان إستراتيجية التجنب قد لا تكون ناجحة وفعالة لأنهم لا يبذلون مجهودات معرفية وسلوكية كافية لمعالجة المشاكل طويلة الأمد.

(Suls and Fletcher, 1985 )

في المقابل فان الأفراد الذين يستخدمون إستراتيجية المواجهة للتأقلم مع الأحداث المهددة يقومون بمجهودات سلوكية ومعرفية تساعدهم في التعامل مع الأحداث الضاغطة طويلة الأمد.

(Goldstien, M. J.,1973)

إن الاستخدام المتكرر للتجنب كإستراتيجية للتأقلم قد يكون احد العوامل المسببة للاضطرابات النفسية كاستجابات عرضية لظروف الحياة الضاغطة. كما أن التأقلم الفعال يتعلق بموارد تأقلم أخرى مثل الدخل المادي العالي، وجود الأصدقاء الداعمين، الثقة العالية بالنفس، العمل بوظيفة جيدة، كل هذه العوامل تجعل الأفراد يقومون بمجهودات ايجابية تقل من استخدامهم للتجنب كإستراتيجية للتأقلم.  (Holahan and Moos,1987 )

(Dyck and Roithmayr, 2002, Sharp et al , 2002, Harries, 2001) اقترحوا ثلاث طرق تساعد في معالجة الضغط المهني وتعمل على زيادة التأقلم وهذه الطرق هي:

  1. معالجة نمط الحياة والاسترخاء والتدخل  المهني.
  2. معالجة نمط الحياة يكون من خلال تناول غذاء صحي.
  3. وإقامة شبكة من العلاقات الداعمة.

التدخل المهني يكون من خلال الإرشاد.

(Sharp et al, 2002) أكد على أهمية الدعم في استراتيجيات التأقلم، كما اقترح أن الجهة الإدارية يجب أن تدعم فريق العمل جيدا عن طريق محادثتهم، الإشراف عليهم، عمل مقابلات جماعية معهم. هذه الأعمال الداعمة تساعد على التأقلم مع الأحداث الضاغطة الناتجة عن العمل.

 

مشكلة الدراسة:

تتحدد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي:

ما مستوى استراتيجيات التأقلم التي يستخدمها الممرضون للتعامل مع الضغوط في مكان العمل؟

 ويتفرع من السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:

1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث في أبعاد مقياس التأقلم مع الضغوط في مكان العمل؟

2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الممرضين الذين تعرضوا للضغوط العاملين في مستشفى الشهيد كمال عدوان ومتوسط درجات الممرضين الذين تعرضوا للضغوط العاملين في مستشفى شهداء الأقصى؟

3- هل يوجد تأثير لكل من نوع الجنس ومكان العمل والتفاعل بينهما على استراتيجيات التأقلم مع الضغوط؟

  أهداف الدراسة:

1- التعرف على أكثر أنماط استراتيجيات التأقلم استخداما لدى الممرضين.

2- معرفة الفروق في استخدام استراتيجيات التأقلم بين الممرضين الذكور والإناث.

3- الكشف عن الاختلافات في استخدام استراتيجيات التأقلم للتعامل مع الضغوط تبعا لمكان العمل.

4- معرفة ما إذا كان هناك تأثيرا لكل من الجنس ومكان العمل والتفاعل بينهما على استخدام استراتيجيات التأقلم في التعامل مع الضغوط.

 أهمية الدراسة:

1- تنبع أهمية الدراسة في أنها تتناول موضوعا لم ينل نصيبا بالقدر الكافي من الدراسة في المجتمع الفلسطيني وخاصة في محافظات قطاع غزة.

2- قد يستفيد منها القائمون على التثقيف الصحي في تطوير استخدام استراتيجيات التأقلم للتعامل مع الضغوط من خلال إقامة دورات تثقيفية.

3- قد يستفيد منها الممرضون في تطوير قدراتهم واستراتيجياتهم لمواجهة الضغوطات التي يتعرضون إليها في أماكن العمل.

4- قد تستفيد منها كليات التمريض بالتركيز على هذه الاستراتيجيات بوضعها في المساقات الخاصة بطلاب كلية التمريض.

5- قد تفيد هذه الدراسة الباحثين في هذا المجال.

 محددات الدراسة:

محددات زمانية:

– أجرى الباحث دراسته في الفترة ما بين أكتوبر 2006 وحتى مارس 2007 م .

 محددات بشرية:

– أجرى الباحث دراسته على الممرضين والممرضات العاملين في مستشفى الشهيد كمال عدوان ومستشفى شهداء الأقصى.

 محددات مكانية:

– طبق الباحث دراسته على الممرضين والممرضات العاملين في مستشفى الشهيد كمال عدوان في محافظة شمال غزة ومستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى كعينة ممثلة عن المجتمع الأصلي.

 مصطلحات الدراسة:

استراتيجيات التأقلم:

– مجهودات معرفية وسلوكية يقوم بها الفرد للتعامل مع المتطلبات الداخلية أو الخارجية التي تقيم على أنها مهددة وضاغطة للفرد. ( Lazarus, R.S & Folkman,1984 )

 الممرض:

الشخص الذي أتم بنجاح برنامجا أساسيا في تعليم التمريض بعد الثانوية العامة لا يقل عن سنتين ويحمل مؤهلا يمنحه صلاحية وسلطة ممارسة مهنة التمريض في بلده ويكون البرنامج الأساسي لتعليم التمريض برنامجا معترفا به رسميا ويوفر قاعدة سليمة لمزاولة التمريض ومواصلة الدراسات العليا. ( المؤتمر العربي للتمريض، 2001 )

ويعرف الباحث إجرائياً:

الضغوط:

– الاجتياحات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على محافظة شمال غزة.

 إجراءات الدراسة:

 استخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يحاول من خلاله وصف الظاهرة موضوع الدراسة وتحليل النتائج وربطها بمسببات الظاهرة موضوع الدراسة.           ( الأغا والأستاذ، 1999: 83 ) إضافة إلى استخدام الطريقة المقارنة في نتائج العينات لأنه الأنسب لهذه الدراسة.

 مجتمع الدراسة:

يتكون مجتمع الدراسة من كل الممرضين والممرضات الذين يعملون في مستشفيات قطاع غزة.

 عينة الدراسة:

قام الباحث باختيار عينة البحث بطريقة غير عشوائية ( قصدية، ملائمة ) اشتملت عينة الدراسة على ( 74 ) ممرض ، و ( 30 ) ممرضة يعملون في مستشفي مستشفى الشهيد كمال عدوان ومستشفى شهداء الأقصى.

 وصف العينة :

بلغت عينة الدراسة ( 104 ) من الممرضين العاملين في مستشفى الشهيد كمال عدوان ومستشفى شهداء الأقصى  ، وكانت المواصفات الخاصة بأفراد العينة كما يلي :

1-   نوع الجنس لأفراد العينة.

تبين أن الغالبية العظمي من أفراد العينة ممرضين وبنسبة 71.2% ، بينما 28.8% من العينة ممرضات  ، ويتضح ذلك من خلال جدول (1):

جدول (1)  يوضح نوع الجنس لأفراد العينة

نوع الجنس

التكرار

النسبة %

ممرض

74

71.2

ممرضة

30

28.8

المجموع

104

100.0

2-   مكان العمل لأفراد العينة.

تبين أن 53.8% من أفراد العينة يعملون في مستشفى كمال عدوان والذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، بينما 46.2% منهم يعملون في مستشفى شهداء الأقصى والذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، ويتضح ذلك من خلال جدول (2):

جدول ( 2) مكان العمل لأفراد العينة

مكان العمل

التكرار

النسبة %

مستشفى كمال عدوان

56

53.8

مستشفى شهداء الأقصى

48

46.2

المجموع

104

100.0

أدوات الدراسة:

مقياس أساليب استراتيجيات التكيف

من إعداد (Folkman, Lazarus,Dunkel,Schetter,Delonis &Gruen,1986 ) تعريب وتقنين سمير قوته 1997.ويتكون المقياس من 46 عبارة تغطي ثمانية أبعاد تصف كيفية مواجهة الناس للضغوط النفسية،وقد قام سمير قوتة (1997) بتعريبها وتقنينها على البيئة الفلسطينية ، وتحتوي الصيغة المقننة على (44 عبارة)،وتتراوح درجة كل عبارة من 1-4 درجات ،وقد توصل الباحث من خلال تقنين المقياس على البيئة الفلسطينية إلى صدق المقياس بواسطة صدق الاتساق الداخلي فقد تراوحت معاملات ارتباط كل فقرات كل بعد مع الدرجة الكلية للبعد الذي ينتمي إليه بين (0,242-0,699) وهي نتائج مطمئنة للاستخدام في الدراسة الحالية.

 أما ثبات المقياس فقد تم حسابه بواسطة التجزئة النصفية بين الفقرات الفردية وعددها 22 فقرة والفقرات الزوجية وعددها 22 فقرة،وقد بلغت معاملات الثبات “معامل ارتباط بيرسون” بين النصفين ، ر = 0,466 ثم تم استخدام معادلة سبيرمان-براون التنبؤية وكانت النتيجة ر= 0,638 وهي قيمة دالة إحصائياً عند مستوى دلالة اقل من 0,01 الأمر الذي يدلل على درجة عالية من الثبات.

 عرض النتائج وتفسيرها:

تساؤل الدراسة : ” ما مستوى استراتجيات التأقلم للمرضين مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية؟

للتعرف على مستوى استراتجيات التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية عند المرضين الذين تعرضوا والذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، فقد قام الباحث بحساب المتوسطات والانحرافات المعيارية والوزن النسبي لكل بعد من أبعاد مقياس التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ،ويتضح ذلك من خلال جدول (3):

جدول (3) يبين المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والأوزان النسبية لأبعاد مقياس التأقلم تجاه  ضغوط الاحتياجات الإسرائيلية

الأبعاد

الفقرات

الدرجة الكلية

المتوسط

الانحراف المعياري

الوزن النسبي %

التفكير بالتمني والتجنب

7

28

18.4

3.1

65.7

التخطيط لحل المشكلات

6

24

18.0

2.6

75.0

إعادة التقييم

9

36

27.9

5.0

77.5

الانتماء

5

20

14.8

2.7

73.8

تحمل المسؤولية

5

20

13.8

2.7

69.1

التحكم بالنفس

7

28

20.5

2.8

73.4

الارتباك والهروب

5

20

11.0

2.9

55.0

استراتجيات التأقلم لمواجهة الضغوط

44

176

124.9

13.9

70.9

يتم حساب الوزن النسبي بقسمة الوسط الحسابي لكل بعد على الدرجة الكلية لكل بعد ثم ضرب الناتج في 100

يتضح من جدول (3) ما يلي :

–    تبين أن متوسط درجات استراتيجيات التأقلم تجاه  ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية لأفراد العينة بلغ 124.9 درجة وبانحراف معياري 13.9، وبوزن نسبى (70.9%) وهذا يدل على أن أفراد العينة يتأقلمون مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية بنسبة 70.9 % . وبما أن مقياس التأقلم لمواجهة الضغوط يتكون من سبعة أبعاد ، فقد تبين التالي :

 –     أن متوسط درجات بعد التفكير بالتمني والتجنب لأفراد العينة بلغ 18.4 درجة وبانحراف معياري 3.1، وبوزن نسبى (65.7%) ، وهذا يدل على أن الممرضين لديهم تفكير بالتمني والتجنب ناحية ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية بشكل جيد وبنسبة 65.7% .

 –    أن متوسط درجات بعد التخطيط لحل المشكلات لأفراد العينة بلغ 18.0 درجة وبانحراف معياري 2.6 ، وبوزن نسبى (75.0%) ، وهذا يدل على أن الممرضين يقومون بالتخطيط لحل مشكلاتهم أثناء ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية بنسبة 75.0%.

–    أن متوسط درجات بعد إعادة التقييم لأفراد العينة بلغ 27.9 درجة وبانحراف معياري 5.0 ، وبوزن نسبى (77.5%) ، وهذا يدل على أن الممرضين يقومون بإعادة التقييم لأمورهم في العمل أثناء ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية  بنسبة 77.5%.

 –    أن متوسط درجات بعد الانتماء لعملهم عند أفراد العينة بلغ 14.8 درجة وبانحراف معياري 2.7 ، وبوزن نسبى (73.8%) ، وهذا يدل على أن الممرضين ينتمون لعملهم أثناء ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية  بدرجة جيدة وبنسبة 73.8%.

 –    أن متوسط درجات بعد تحمل المسؤولية لأفراد العينة بلغ 13.8درجة وبانحراف معياي 2.7، وبوزن نسبى (69.1%) ، وهذا يدل على أن الممرضين يتحملون مسؤوليات أثناء ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية بدرجة جيدة وبنسبة 69.1%.

 –    أن متوسط درجات بعد التحكم بالنفس لأفراد العينة بلغ 20.5 درجة وبانحراف معياري 2.8، وبوزن نسبى (73.4%) ، وهذا يدل على أن الممرضين يتحكمون بأنفسهم أثناء ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية بدرجة جيدة و بنسبة 73.4%.

 –        أن متوسط درجات بعد الارتباك والهروب لأفراد العينة بلغ 11.0 درجة وبانحراف معياري 2.9 ، وبوزن نسبى (55.0%) ، وهذا يدل على أن الممرضين يرتبكون ويهربون من ضغط العمل أثناء الاجتياحات الإسرائيلية بدرجة متوسطة و بنسبة 55.0%.

نتائج الفرض الأول الذي ينص على : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث في أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية. 

  للتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار (ت) للمقارنة بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث في درجات أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، ويتضح ذلك من خلال جدول (4):

جدول (4) يبين نتائج اختبار (ت) للمقارنة بين متوسطي درجات الذكور والإناث على درجات أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية (ن = 104)

الأبعاد

نوع الجنس

العدد

المتوسط

الانحراف المعياري

قيمة “ت”

مستوى الدلالة

التفكير بالتمني والتجنب

ذكر

74

18.2

3.3

-1.00

//0.32

أنثي

30

18.9

2.7

التخطيط لحل المشكلات

ذكر

74

18.1

2.7

0.65

//0.52

أنثي

30

17.7

2.6

إعادة التقييم

ذكر

74

28.1

5.4

0.81

//0.42

أنثي

30

27.3

3.9

الانتماء

ذكر

74

14.6

2.7

-0.71

//0.48

أنثي

30

15.1

2.7

تحمل المسؤولية

ذكر

74

13.9

2.7

0.55

//0.59

أنثي

30

13.6

2.6

التحكم بالنفس

ذكر

74

20.5

2.8

-0.06

//0.95

أنثي

30

20.6

3.0

الارتباك والهروب

ذكر

74

10.9

2.7

-0.58

//0.56

أنثي

30

11.3

3.4

الدرجة الكلية

ذكر

74

125.1

14.4

0.23

//0.82

أنثي

30

124.4

12.8

// غير دالة

تبين من جدول (4) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث في استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، مما يدل على أن الممرضين والممرضات لديهم إستراتيجية للـتأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية بشكل متساو .

– تبين عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ومتوسط درجات الممرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإناث في الأبعاد السبعة التالية ( التفكير بالتمني والتجنب، التخطيط لحل المشكلات، إعادة التقييم، الانتماء، تحمل المسؤولية، التحكم بالنفس، الارتباك والهروب ).

 نتائج الفرض الثاني الذي ينص على : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسط درجات الممرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية العاملين في مستشفى كمال عدوان و متوسط درجات الممرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية العاملين في مستشفى شهداء الأقصى على أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية.

  للتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار (ت) للمقارنة بين متوسط درجات الممرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ومتوسط درجات الممرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية في درجات أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، ويتضح ذلك من خلال جدول (5):

جدول (5) يبين نتائج اختبار (ت) للمقارنة بين متوسطي درجات الممرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية والممرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية على درجات أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية (ن = 104)

الأبعاد

مكان العمل

العدد

المتوسط

الانحراف المعياري

قيمة “ت”

مستوى الدلالة

التفكير بالتمني والتجنب

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

18.6

3.1

0.78

//0.44

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

18.1

3.2

التخطيط لحل المشكلات

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

18.4

2.6

1.73

//0.09

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

17.5

2.6

إعادة التقييم

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

27.5

4.2

-0.86

//0.39

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

28.4

5.9

الانتماء

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

14.7

2.5

-0.44

//0.66

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

14.9

3.0

تحمل المسؤولية

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

13.8

2.8

0.05

//0.96

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

13.8

2.6

التحكم بالنفس

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

20.9

2.9

1.31

//0.19

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

20.1

2.8

الارتباك والهروب

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

11.3

3.0

0.99

//0.33

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

10.7

2.7

الدرجة الكلية

تعرضوا لضغوط الاجتياحات

56

125.4

13.4

0.47

//0.64

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات

48

124.2

14.6

// غير دالة

– تبين من جدول (5) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ومتوسط درجات الممرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإناث في استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ،وهذا يدل على أن الممرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية والممرضين الذين لم يتعرضوا لهذه الضغوط لديهم إستراتيجية للتأقلم مع هذه الضغوط بشكل متساوي .

– تبين عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ومتوسط درجات الممرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإناث في الأبعاد السبعة التالية ( التفكير بالتمني والتجنب، التخطيط لحل المشكلات، إعادة التقييم، الانتماء، تحمل المسؤولية، التحكم بالنفس ، الارتباك والهروب ) .

 نتائج الفرض الثالث الذي ينص على: لا يوجد تأثير لكل من نوع الجنس ومكان العمل والتفاعل بينهما على إستراتجية التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية.

للتحقق من صحة الفرض الثالث تم إجراء تحليل التباين ذات التصميم العاملي الثنائي  2 × 2 لدراسة نوع الجنس (ممرضين ، ممرضات ) و مكان العمل ( تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ) والتفاعل بينهما على درجات إستراتيجية التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية على  ضوء نوع الجنس ومكان العمل والتفاعل بينهما ، الجدول رقم (6) يوضح ذلك :

جدول (6)

يوضح نتائج تحليل التباين 2 × 2 لدراسة تأثير الجنس ومكان العمل والتفاعل بينهما على درجات إستراتيجيات التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية (ن = 104)

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة “ف”

مستوى الدلالة

نوع الجنس

108.5

1

108.5

0.6

//0.4

مكان العمل

457.0

1

457.0

2.4

//0.1

الجنس * مكان العمل

1124.8

1

1124.8

6.0

**0.001

داخل المجموعات (الخطأ)

18729.7

100

187.3

المجموع

19912.8

103

// غير دالة                       ** دالة عن مستوى 0.001

يتضح من الجدول (6) ما يلي  :

–        لا توجد فروق بين الممرضين والممرضات في استراتيجيات التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية .

–        لا توجد فروق بين الممرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية والمرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية في استراتيجيات التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية .

–        يوجد تأثير للتفاعل الثنائي بين نوع الجنس ومكان العمل على إستراتيجية التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية . حيث لوحظ أن الممرضين الذكور الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية لديهم إستراتيجية تأقلم تجاه ضغوط الاحتياجات أقل من الممرضين الذكور الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، فقد بلغ متوسط درجات الممرضين الذكور الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية 123.7 وبانحراف معياري 13.8، و متوسط درجات الممرضين الذكور الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية 126.4 وبانحراف معياري 15.1 .

 كما لوحظ أن الممرضات اللواتي تعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية لديهم إستراتيجية تأقلم تجاه ضغوط الاحتياجات أكثر من الممرضات اللواتي لم يتعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، فقد بلغ متوسط درجات الممرضات اللواتي تعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية 128.8 وبانحراف معياري 12.2، و في حين بلغ متوسط درجات الممرضات اللواتي لم يتعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية 116.6 وبانحراف معياري 10.0 .كما تبين أن الممرضات اللواتي تعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية لديهن إستراتجية تأقلم تجاه الاجتياحات الإسرائيلية أكثر من الذكور الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية ، حيث بلغ متوسط درجات الممرضات اللواتي تعرض لضغوط  الاجتياح 128.8 ، في حين بلغ متوسط درجات الممرضين الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات 123.7 .ويتضح ذلك من خلال الجدول التالي :

جدول () يوضح المتوسط  والانحراف المعياري للمرضين والممرضات الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية والمرضين والممرضات الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية بالنسبة لمقياس إستراتجية التأقلم تجاه ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية

مكان العمل

نوع الجنس

المتوسط

الانحراف المعياري

تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية

ممرض

123.7

13.8

ممرضة

128.8

12.2

لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية

ممرض

126.4

15.1

ممرضة

116.6

10.0

تفسير النتائج:

لا توجد فروق بين متوسط درجات الممرضين الذين يعملون في مستشفى كمال عدوان والذين يعملون في م شهداء الأقصى.

– وهذا يعود إلى أن طبيعة الأحداث التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني عامة تؤثر على كل الأفراد. فإذا كان الممرضون في مستشفى كمال عدوان يتعرضون بشكل مباشر للضغوط أثناء الاجتياحات الإسرائيلية فان الممرضون في باقي المناطق يتأثرون بشكل غير مباشر وذلك من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. إضافة إلى أنهم قد يتعرضون لهذه الضغوط بين الفينة والأخرى ولان الشعب الفلسطيني يتميز بأنه مترابط في كل بقعة من أرضه فان هذه الضغوط التي تنصب عليه تحمل في كثير من الأحيان نفس التأثير.كما أن الممرضون الذين يعملون في مستشفى الشهيد كمال عدوان ونتيجة لتعرضهم للضغوط بشكل مباشر فان ذلك يقوي ويعزز من استخدامهم لاستراتيجيات التأقلم خصوصا أنهم يستخدمون الاستراتيجيات الايجابية الفعالة مثل إعادة التقييم وأسلوب حل المشكلات والانتماء وتحمل المسئولية والتي أشارت الدراسة إلى مرتفعة عندهم. وهذا يتفق مع الإجماع العام الذي يشير إلى أن الذين يستخدمون استراتيجيات التأقلم الفعالة أقل عرضة لتطوير مشاكل واضطرابات نفسية ناتجة عن الأحداث الضاغطة من الذين يستخدمون استراتيجيات التأقلم التجنبية مثل التفكير بالهروب والارتباك والتي أتت آخر الأبعاد في الدراسة.

كما أن استخدام استراتيجيات التأقلم الايجابية مثل الانتماء والذي يبدو جليا في قيام الممرضون بمجهودات إضافية من خلال حضورهم اليومي وفي أوقات الاستدعاء في غير أوقات العمل الرسمية وهو ما يجعلهم قادرين على التعامل مع الأحداث الضاغطة طويلة الأمد وهو ما أكدته دراسة .

وهذا ينطبق على جميع مستشفيات قطاع غزة نظرا للأحداث المتكررة والمتعاقبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

إضافة إلى وجود عوامل أخرى للتأقلم الفعال تتعلق بموارد التأقلم مثل الأصدقاء الداعمين الثقة العالية بالنفس والتي تجعل الأفراد يقومون بمجهودات إضافية إن تطلب منهم الأمر ذلك.

 لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث في أبعاد مقياس استراتيجيات التأقلم مع ضغوط الاجتياحات الإسرائيلية 

وهذا يعود إلى أن كلا من الذكور والإناث يواجهون نفس الضغوط في أماكن العمل وهذه ليست المرة الأولى التي يتعاملون فيها مع الضغوط إذ أن كلا من الطرفين يعيشون في مجتمع تعرض ويتعرض لكافة أنواع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والجسدية وذلك بسبب الممارسات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني على الشعب الفلسطيني فهو لا يفرق في هذه الممارسات بين ذكر أو أنثى، كبير أو صغير، معاق أم غير معاق وبذلك فان كلا الجنسين تأثروا بهذه الضغوط وكونوا استراتيجيات للتأقلم حيالها.

كما أن الممرضين والممرضات يتطلب عملهم أن يتواجدوا في مكان واحد لاستقبال الحالات المصابة من كلا الجنسين خصوصا في قسم الاستقبال حيث يتم استقبال جميع الحالات والتعامل معهم وتقديم العناية الكاملة لهم سواء كانوا ذكورا أو إناث وفي كثير من الأحيان يتطلب الأمر مشاركة كلا الطرفين في تقديم العناية الصحية والطبية للمرضى وبذلك يتولد عدد من استراتيجيات التأقلم المتشابهة لدى الجنسين.

 الممرضون الذكور الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية لديهم إستراتيجية تأقلم اقل من الممرضين الذين لم يتعرضوا لضغوط الاجتياحات.

– إن الأعباء والمسئوليات الملقاة على عاتق الذكور كبيرة فبالإضافة إلى الأحداث الضاغطة في مكان العمل هناك ضغوطا أخرى يتعرض لها الذكور تتمثل في الأوضاع الاقتصادية التي تحتل الجانب الأكبر من الضغوط الخارجية حيث يطلب من الممرضين إعالة عائلاتهم والقيام بواجباتهم ومسئولياتهم تجاه العائلة وتجاه المجتمع الذي يعيشون فيه وهذا بدوره يزيد من كمية الأحداث الضاغطة على الأفراد ولا شك انه كلما زادت كمية الضغوط واشتدت حدتها كلما زاد التأثير السلبي على قدرة الفرد على استخدام استراتيجيات التأقلم. بينما الأفراد الذين يتعرضون للأحداث الضاغطة بشكل اقل يكونون أكثر قدرة على تحمل الأحداث الضاغطة باستخدامهم لاستراتيجيات التأقلم بطريقة أفضل.

إضافة إلى أن الممرضون الذكور الذين يتعرضون لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية قد يطلب منهم العمل في أوقات إضافية غير أوقات العمل الرسمي وهو ما يزيد من كمية الضغوط التي يتعرضون لها بعكس الممرضون الذين لا يطلب منهم العمل في أوقات غير أوقات الدوام الرسمي.

 -الممرضات اللواتي تعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية لديهم إستراتيجية تأقلم تجاه ضغوط الاحتياجات أكثر من الممرضات اللواتي لم يتعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية

يشير ذلك إلى أن استخدام استراتيجيات التأقلم الفعالة مثل الانتماء وإعادة التقييم وأسلوب حل المشكلات يقوي ويعزز التعامل الموجب مع الأحداث الضاغطة.

فعند وقوع الأحداث الضاغطة نجد أن الممرضات يشاركن بدور فعال من خلال عملهن. هذه المجهودات التي يبذلنها تعمل على تقوية الذات لديهن مما يعطيهن شعورا أعلى بالقيمة وتقدير الذات خصوصا إذا كان هناك دعم ومساندة من قبل الآخرين وهذا ما يتم في أماكن العمل حيث يمتاز الشعب الفلسطيني بترابطه ودعمه لبعضه البعض والذي يشكل قوة في مواجهة الأحداث فالتعرض للأحداث الضاغطة إذا ما قوبل باستخدام ايجابي وفعال لاستراتيجيات التأقلم مع الدعم والمساندة من قبل الآخرين فانه يؤدي إلى شعور أعلى بالثقة بالنفس ومن ثم استخدام استراتيجيات التأقلم بشكل فعال.

أما الممرضات اللواتي لم يتعرضن للأحداث الضاغطة الناجمة عن الاجتياحات الإسرائيلية فقلة استخدامهم لهذه الاستراتيجيات يجعلهن أقل تأقلما مع الأحداث الضاغطة.

 –  الممرضات اللواتي تعرضن لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية لديهن إستراتيجية للتأقلم أكثر من الذكور الذين تعرضوا لضغوط الاجتياحات الإسرائيلية

وهذا يعود إلى كثرة المسئوليات والأحداث الضاغطة التي يتعرض لها الممرضون الذكور بحيث تشمل ضغوطات العمل التي تتمثل في كثرة عدد المصابين وتنوع إصاباتهم والضغوط الأخرى مثل الضغوط الاقتصادية التي تتمثل في توفير أساليب العيش المناسبة للزوجة والأولاد والذي يبدو تأثيره جليا من خلال الحصار الاقتصادي والمالي المفروض على الشعب الفلسطيني وعدم انتظام صرف الرواتب الأمر الذي يجعل الممرضون يعيشون في ضائقة كبيرة أما من الناحية الاجتماعية فان الممرضون الذكور لا يقومون بزيارة أقربائهم والتواصل معهم في المناسبات الاجتماعية بشكل جيد نتيجة لعملهم المتواصل في الأوقات الرسمية وغير الرسمية.

إضافة إلى أن الأحداث الضاغطة تزداد على الممرضين الذكور نظرا لزيادة حجم العمل المطلوب منهم حيث تضطر إدارة المستشفى لاستدعائهم في أوقات مختلفة نظرا لحاجتهم في القيام بالعمال المطلوبة.

كل هذه الأسباب تجعل الممرضون عرضة للضغوط المهنية بشكل اكبر مما يؤثر سلبا على استخدامهم لاستراتيجيات التأقلم بعكس الممرضات اللواتي يعملن بشكل اقل نسبيا ويطلب منهن مسئوليات مجتمعية بشكل اقل.

توصيات الدراسة:

1- إقامة دورات تدريبية للممرضين تعمل على زيادة معرفتهم بأكثر استراتيجيات التأقلم فعالية وكيفية استخدامها في المواقف الضاغطة.

2-  العمل على توفير أعداد كافية من الممرضين للعمل في المستشفيات خصوصا تلك التي تكون معرضة للضغوط بشكل كبير.

3- الاهتمام بالتثقيف الصحي والتوعية للجمهور لكي يقوم الممرض بعمله بهدوء بعيدا عن الضغوط.

4- إجراء المزيد من الدراسات التي من شأنها الكشف عن أكثر الضغوط التي يتعرض لها الممرضين والتي تعيق عملية التأقلم.

5- إقامة بعض الأنشطة الاجتماعية من وقت لآخر تعمل على التخفيف من حدة الضغوط التي يتعرض لها الممرضين وبالتالي تزيد من قدرتهم على التأقلم.

 المراجع العربية والأجنبية:

1- المؤتمر العربي للتمريض ( 2001 ): جامعة الدول العربية، القاهرة.

2- مركز المعلومات الصحية الفلسطيني، وزارة الصحة ( تقرير عن شهر نوفمبر 2006 ).

x