أوصى أكاديميون ومختصون بضرورة زيادة دعم مهنة القبالة في التعليم العالي والأبحاث والمؤسسات الصحية، وزيادة عدد العاملين في مهنة القبالة في الرعاية الأولية والمستشفيات ومراكز الأمومة الأخرى، ولفتوا إلى أهمية تشجيع القابلات على ممارسة التعامل مع الأم والطفل بعيداً عن الأدوية والعقاقير عند الولادة، وتشجيع القابلات على التعامل مع الأم والطفل حسب الدليل العلمي لمهنة القبالة، فضلًا عن تشجيع القابلات على حماية حقوق الأم والطفل.
وجاء التوصيات في اليوم الدراسي الذي عقده قسم القبالة في كلية التمريض في الجامعة الإسلامية بغزة بالشراكة مع لجنة القابلات في وزارة الصحة الفلسطينية، والذي أقيم تحت عنوان:” نحو التميز في مهنة القبالة” في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية، بحضور كل من: الأستاذ الدكتور أشرف الجدي- عميد كلية التمريض، والدكتورة عريفة البحري- رئيس قسم القبالة، والدكتور خليل شقفة- مدير عام الإدارة العامة للتمريض، والأستاذة اعتماد أبو ورد- رئيس لجنة القابلات في وزارة الصحة الفلسطينية، ولفيف من الكادر الصحي في المستشفيات والمؤسسات التعليمية، والمشاركون في اليوم الدراسي، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وطلبة الكلية.

الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، قال الأستاذ الدكتور الجدي :”إن مهنة القبالة تستحق منا كل اهتمام ورعاية وجهد حثيث من أجل الارتقاء بها وتجويدها سواء في المجال التعليمي والأكاديمي أو المجال التطبيقي والميداني”، ودعا إلى ضرورة تكاثف وتكامل هذه المكونات مع بعضها البعض للوصول إلى خدمات ذات مستوى رفيع.
وأوضح الأستاذ الدكتور الجدي أن هذا اليوم يشارك فيه الجانب الأكاديمي من قسم القبالة في الجامعة الإسلامية وكلية فلسطين والكلية الجامعية والقابلات العاملات في مستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في الوزارة مع المؤسسات الأخرى كمستشفى الصحابة وأصدقاء المريض ووكالة الغوث، إضافة إلى مشاركة الإدارة العامة للتمريض في وزارة الصحة الفلسطينية لتشكيل حلقة متكاملة من أجل الارتقاء بها.
من جانبه، أشاد الدكتور شقفة بالجهود المبذولة التي ترتقي بمهنة القبالة في المجتمع الفلسطيني، والتي تطورت تطوراً ملحوظاً خلال العقود القليلة الماضية، مبيناً أن انخفاض نسبة الوفيات من الأمهات والأطفال قد بلغت ما نسبته 50%؛ ويعود ذلك إلى التطور في هذه المهنة.

وأشار الدكتور شقفة إلى أن القابلات في هذه المرحلة في وضع مثالي لإنقاذ حياة الأمهات والأطفال، نظرًا لحصولهن على التدريب والمهارات الصحيحة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية اللازمة أثناء الحمل وبعد الولادة، وتقديم رعاية ذات جودة عالية ومثالية، إضافة إلى دور القابلات في تمكين النساء وإعطائهن الوسائل للعيش في حياة صحية تضمن لهن الصحة الجسمانية والإنجابية معاً.
بدروها، لفتت الدكتورة البحري إلى أن عدد القابلات في العالم يقدر بنحو 2 مليون قابلة يوفرن الاحتياجات الأساسية لتدخلات الصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأم والمواليد، وهذا ما يستدعي إلى زيادة الاستثمار في تعليم وتدريب القابلات كحاجة أساسية وضرورية ملحة.
ودعت الدكتورة البحري إلى ضرورة تعزيز ثقافة استخدام الأبحاث العلمية بين العاملين في مجال القبالة والمجلات الصحية المختلفة لما لذلك من دور في تعزيز التنمية البشرية والمعرفية وتحسين نوعية الحياة والرعاية الصحية الشاملة، وأفادت أن قسم القبالة عقد هذا اليوم الدراسي وكافة الفعاليات التي من شأنها إشراك القابلات في الأنشطة العلمية وتطوير المهنة وتحقيق التميز المستمر من أجل مواكبة التطور المهني لخدمة الأمهات ورفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهن.

من جهتها، قالت الأستاذة أبو ورد:” نحن نعمل في لجنة القبالة في وزارة الصحة باستمرار للارتقاء بمهنة القبالة من خلال العديد من البرامج التعليمية للأيدي العاملة في مهنة القبالة، وإيصال القابلات إلى العالمية من خلال الاتحاد الكونفدرالي للقابلات”.
وأضافت الأستاذة أبو ورد أن اللجنة تشارك في العديد من المؤتمرات العلمية مثل المؤتمر العالمي للقابلات عبر تقنية التعلم عن بعد، وتعمل على تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية من خلال تمكين المرأة وتقليل نسبة الوفيات من الأمهات والأطفال دون سن الخامسة وحديثي الولادة.
ونوهت الأستاذة أبو ورد إلى أن لجنة القابلات تملك قاعدة بيانات لقابلات وزارة الصحة لرسم السياسات التي تشيد بصحة الأم والطفل والأسرة، والمشاركة في بروتوكولات ومناصرة المرأة في جميع مراحل حياتها ومن ثم الانتعاش بالأسرة الفلسطينية من خلال حماية الصحة الإنجابية والجنسية للمرأة الفلسطينية.

الجلسات العلمية لليوم الدراسي
وفيما يخلص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة الأولى الدكتورة سها بعلوشة، حيث تناولت فيها الأستاذة امتثال أبو عيادة القبالة من الماضي إلى اليوم، واستعرضت الأستاذة صابرين نشبت النساء في غزة في الفترة 10-21/5/2021، وتطرقت الأستاذة انتصار الفار إلى نظرة عامة على واقع القبالة.
وأما الجلسة الثانية، فقد ترأستها الأستاذة وفاء عبيد، ناقشت فيها الدكتورة ياسمين أبو شنينة ممارسات القابلة فيما يتعلق بالأنشطة القائمة على الأدلة للمرحلة الثالثة من المخاض في مستشفى التحرير للأمومة في قطاع غزة، وأشارت الأستاذة عايدة خضر إلى معدلات الولادة القيصرية وفعالية المسكنات، ونوهت الأستاذ وفاء النجار إلى جودة رعاية القابلات في غرفة العمل في مستشفيات الولادة الحكومية في قطاع غزة.
